في شباط 1922 حلّ القومندان الفرنسي "ترابو" حاكم لبنان في بلدة "عدلون" بدعوة من "كامل بك الأسعد".
واحتشدت الجموع العاملية _رغم المطر القليل_ لاستقبال الضيف وألقى الشيخ أحمد عاف الزين كلمة جاء فيها:
" بعد ذكر العلاقات التاريخية بين العامليين والفرنسيين، ..فلما قدِم نابليون الكبير لفتح عكا قدّم العامليون له الزاد و الميرة وأنواع الأطعمة ... فشكر لهم صنيعهم ووعدهم المكافأة متى عاد ظافرا .... (لكن) أحمد باشا الجزار جعل لهم المكافأة قتل علمائهم وزعمائهم .. وحرق كتبهم ... وكأن ذاك الامبراطور العظيم عرف أنكم ستهبطون هذه البلاد بعد قرن ... فالعامليون اليوم يطالبونكم بتلك المكافأة التي وُعدوا بها...." انتهى
تعليق:
* من نيسان 1776 حتى أيار 1781 م تحالف العامليون مع الجزار وقاتلوا معه في 7 معارك.
* في أيلول 1781 ولسبب غير مفهوم اجتاح الجزار الجبل وقتل ناصيف واخاه أحمد في معركة يارون.
* من أيلول 1781 حتى أيلول 1785 : قام الجزار بالكثير من أعمال القتل والسبي والسجن والغدر في الجبل.
* في آذار 1798 حاصر نابليون عكا، فحضر مشايخ المتاولة إليه، فأعطاهم حكم بلادهم فساروا إلى صور وقدموا له الذخائر. لكنه فشل في حصاره.
* خلاصة: سبق هجوم الجزار على الجبل ١٧ سنة قبل حصار نابليون لعكا، فلا يمكن أن يكون تحالف المتاولة مع نابليون هو السبب لانتقام الجزار.
وقد أورد الاستاذ محمد يوسف مقلد في إحدى مقالاته في مجلة العرفان أن العامليين هادنوا الصليبيين، ... ولما حلّ الجيش الفرنسي في عكا بقيادة بونبارت، كان يبتاع ما يحتاج إليه من بلاد بشارة (منطقة تبنين) وبلاد صفد بأثمان عالية تعادل 10 أضعاف قيمتها ... فعرف أهل البلاد طعم اليسر والثروة ... حتى إذا انجلى العسكر الفرنسي أرهق الجزار الناس ظلما وصادر الأموال وتتبع الرؤساء ولم يدع عينا حتى أبكاها.