كتب الباحث تيسير خلف :
" سألني أحد الأصدقاء عن أصل كلمة دبكة، وهي الرقصة الجماعية المعروفة في بلاد الشام عموماً بهذا الاسم. علما أن هذه الرقصة معروفة لدى شعوب شرقية كثيرة..
لا يوجد في العبرية ولا في العربية مصدر دبك وهناك مصدر في السريانية دبك (ܕܒܼܵܟܼܵܐ) ويفيد بمعنى الوصول. ويبدو أن لا علاقة لهذا المصدر بكلمة دبكة المعروفة في الموروث.
في رأيي أن هذه الكلمة مأخوذة من المصدر دبق الموجود بالعبرية (דֶּבֶק) وهي سليلة الكنعانية. والسريانية دبوقا (ܕܲܒܘܼܩܵܐ) والعربية دبق.. وهو مصدر يفيد الالتصاق.. والدبكة السائدة في بلاد الشام هي عملية التصاق بين الراقصين.. وعليه فأظن أن أصل الكلمة دبقة والقاف تلفظ كاف بطبيعة الحال في لهجات المنطقة.
والصورة تمثال فينيقي يمثل رقصة طقوسية دينية لمجموعة من الكهنة الفينيقيين عثر عليه في جزيرة قبرص التي كانت ذات يوم جزيرة فينيقية.. وهو موجود في المتحف البريطاني." انتهى
في أصل كلمة "دبكة" و "مرسح"
في أرياف بلاد الشام الغربية عموما (سوريا ولبنان وفلسطين) كانوا يسمون مكان الدبكة مرسح.. وقد تحققت أن هذه التسمية ظلت متداولة حتى الخمسينات أو الستينات من القرن العشرين.. وهي كما هو ملاحظ، تحوير بسيط عن كلمة مرزح بحرف الزاي.. والذي يعني بالفينيقية الكنعانية والتدمرية والنبطية المكان الذي تؤدى فيه تمثيلية دينية كانت جزءاً من الطقوس.. وحين أراد مارون نقاش عام 1849 أن يجد مصطلحاً محلياً لاسم التياترو اقترح اسم مرسح.. واستخدمه وشاع الاسم حتى أواسط القرن العشرين حين قرر مجمع اللغة العربية في القاهرة اعتماد تسمية مسرح بدل مرسح.. فالمرسح أي مكان الدبكة في لهجاتنا العامية هو نفسه المرزح الفينيقي - التدمري - النبطي.. ويبدو أن الدبكة كانت جزءاً من هذا الطقس.. وفي تدمر عثر على اسم فرقة مكونة من عدة أشخاص أطلقوا على أنفسهم لقب بني مرزح.. أي أبناء المرزح.. والمجوز معروف على نطاق واسع حتى الآن". انتهى
النص من كتاب ''بقايا الارامية في لغة اهل صدد المحكية'' تأليف فاضل مباركة