دعا المرحوم الشيخ محمد رضا الزين قاضي النبطية آنذاك جماعة من إخوانه وأصفيائه من أهل الفضل والأدب، إلى مأدبة غداء على نبع (الميذنة) منهم الأساتذة الشيخ أحمد رضا والشيخ سليمان ظاهر والسيد محمد الحسن والفكه الأديب عبد الله كحيل ثم وجّه الدعوة إلى الشيخ علي الزين بهذه الأبيات:
أدعوك للأنس في أرجاء مئذنة مع عصبة في علاها الدهر يفتخر
فإن أتيت فشمل الأنس مجتمعٌ وإن أبيت فذاك الشمل منتشر
وإن أبيت ولم تخفف لدعوتنا فأنت من عصبة بالدين قد كفروا!!
غير أن الشيخ علي الزين لم يستطع أن يلبي الدعوة فأرسل له القاضي وضيوفه هذه الأبيات:
قل لعلي الزين ما صدّه عن دعوة للأنس في الميذنه
فهل تراه كان في غفلةٍ عن هذه الدعوة أم في سِنه
أم جانب الفضل وأربابه فلم يصب من رأيه أحسنه
أم سلبت (بنت جبيل) له نهى فقد صيرها مسكنه
رماه بالكفر صديق له فيها وما أخفاه بل أعلنه
رموه بالكفر ويهواهم أليس هذي حالة (مسخنه)
إن كان أداه لذا رأيه تباً لهذا الرأي ما أوهنه
أو كان يبغي الأنس غض الجنى فقد أضاع الفرصة الممكنه
أو كان يرجو الخير من غيرها فلا يعود الدور حتى سنه
ابن كحيل (بالعتابا) شدا يحتاج من فضلك (للميجنه)
طل عليه من بعيد ولو من شق باب أو (روزنه) .
فأجاب الشيخ علي:
ما للهوي والأنس والميجنه عند بقايا كبد مثخنه؟
يا عصبة للفضل قد أحرزت من كل فنّ رائع أحسنه
أسرفتم بالعتب ضمن الثنا حتى تحامى القلب ما أيقنه
الهزء والإسفاف من لحنها حلاً محل العلة المزمنه
كادت تذود الجد عن ورده وتصرف الأقلام (للميجنه)
إن تأخذوا الأحباب في هفوة ليست على القائل (مستهجنه)
أو تأخذوني باحترامي لهم جرياً مع الإنصاف لا (مسكنه)
فكم لهم في العنق من منَّة على حياتي ويد محسنه
تقهقر (السل) لها عنوةً وضلَّ (عزرائيل) ما دوّنه!
واستمتعت بالعلم غضَّ الجنى وقد أصابت فيكم معدنه
وآنست بابن (كحيل) فتى في معرض النكتة ما (ألعنه)!
وإن يدر للرقص أو للغناء لم يعد وضعاً حجر المطحنه
يستل همَّ المرء من صدره ويسحر الأعين والألسنه
فكيف بالعصمة منهم إذنٌ وفي سواهم يُصب مأمنه
أم كيف لي بالعتق من لومهم وقولهم: الله (ما أخشنه)
أليس هذا من جنون الفتى أليس هذا منتهى (التيسنه)!
أدعوك للأنس في أرجاء مئذنة مع عصبة في علاها الدهر يفتخر
فإن أتيت فشمل الأنس مجتمعٌ وإن أبيت فذاك الشمل منتشر
وإن أبيت ولم تخفف لدعوتنا فأنت من عصبة بالدين قد كفروا!!
غير أن الشيخ علي الزين لم يستطع أن يلبي الدعوة فأرسل له القاضي وضيوفه هذه الأبيات:
قل لعلي الزين ما صدّه عن دعوة للأنس في الميذنه
فهل تراه كان في غفلةٍ عن هذه الدعوة أم في سِنه
أم جانب الفضل وأربابه فلم يصب من رأيه أحسنه
أم سلبت (بنت جبيل) له نهى فقد صيرها مسكنه
رماه بالكفر صديق له فيها وما أخفاه بل أعلنه
رموه بالكفر ويهواهم أليس هذي حالة (مسخنه)
إن كان أداه لذا رأيه تباً لهذا الرأي ما أوهنه
أو كان يبغي الأنس غض الجنى فقد أضاع الفرصة الممكنه
أو كان يرجو الخير من غيرها فلا يعود الدور حتى سنه
ابن كحيل (بالعتابا) شدا يحتاج من فضلك (للميجنه)
طل عليه من بعيد ولو من شق باب أو (روزنه) .
فأجاب الشيخ علي:
ما للهوي والأنس والميجنه عند بقايا كبد مثخنه؟
يا عصبة للفضل قد أحرزت من كل فنّ رائع أحسنه
أسرفتم بالعتب ضمن الثنا حتى تحامى القلب ما أيقنه
الهزء والإسفاف من لحنها حلاً محل العلة المزمنه
كادت تذود الجد عن ورده وتصرف الأقلام (للميجنه)
إن تأخذوا الأحباب في هفوة ليست على القائل (مستهجنه)
أو تأخذوني باحترامي لهم جرياً مع الإنصاف لا (مسكنه)
فكم لهم في العنق من منَّة على حياتي ويد محسنه
تقهقر (السل) لها عنوةً وضلَّ (عزرائيل) ما دوّنه!
واستمتعت بالعلم غضَّ الجنى وقد أصابت فيكم معدنه
وآنست بابن (كحيل) فتى في معرض النكتة ما (ألعنه)!
وإن يدر للرقص أو للغناء لم يعد وضعاً حجر المطحنه
يستل همَّ المرء من صدره ويسحر الأعين والألسنه
فكيف بالعصمة منهم إذنٌ وفي سواهم يُصب مأمنه
أم كيف لي بالعتق من لومهم وقولهم: الله (ما أخشنه)
أليس هذا من جنون الفتى أليس هذا منتهى (التيسنه)!