تواعد السيد نور الدين بدر الدين وكان معلم مدرسة (الزرارية) والسيد جعفر الأمين معلم مدرسة (كفرصير) آنذاك للذهاب مع تلامذتهما إلى القاسمية للتفرج على المشتل الزراعي هناك على أن يمرّ السيد جعفر عليه في الزرارية ليذهبا معاً ولكن حالة الطقس السيئة حالت دون وفائه بالوعد فكتب إليه الشاعر هذه الأبيات ساخطاً على صديقه:
لمَ لم تفِ فيما وعدت وتحضر وتحيد عن سنن الرياء يا جعفر
هل خفت من حرا الهجير ونفحه حتى ثنيت عن الوفا يا أسمر
رجعوا حيارى خائفين وقد علت أصواتهم بالاحتجاج وثرثروا
قالوا ترى ذاك المعلم كاذبا في وعده أم أنه متكبر
أفلست ظالمهم إذا ما لمتهم إن وبخوا لجنابكم زفّروا
هدأتهم وأنا أعزيهم على ما ضيّعوه لأجلكم وتخسروا
قلت اذهبوا واستبدلوا ما فاتكم من نزهة وعلى طعامكم أفطروا
ولقد هجوتك دون خوف ساخطاً وحكمت بالاجماع أنك «أزعر»
فأجابه السيد جعفر:
ما كنت كذاباً ولا أنا أزعر تنفي الحقيقة ما تقول وتنكر
تأبى لي السوآت نفس عفة وسريرة بيضاء وقلب أطهر
لو كان يدري الناس بعض فضائلي لغدوت أُرْقَى عندهم وأُبخر
ولو أنني قد عشت في زمن مضى صلوا علي مع النبي وكبروا!
ولطاف لي فوق البسيطة منبر أوفى إليه وفي القيامة منبر
ولعشت ديكاً في الحياة وبعدها حور وولدان ودف ينقر
لكني وهنا يتعتع مقولي خط الحقير بذي الحياة معتر
ما رحت أطلب من زماني بغية الأرواح لما أروم يؤخر
إن قمت يدفعني الطموح إلى العلى ألفيتني بجراب بيضي أعثر
لو أن عنتر مثل حظي حظه قسماً لما قهر الفوارس عنتر!
ولما جَنى من ثغر عبلة قبلة ولما انجلي عن إليتيها مئزر!
فإذا بُليت بأزعر خلع الحيا فالدهر قبلك يا «معرِّض» أزعر!
أنظر أيضا :
* قصيدة طبية فكاهية للسيد جعفر الأمين
* الامثال العامية في جبل عامل - كتاب
* ديوان السيد جعفر الامين - كتاب
* الامثال العامية في جبل عامل - كتاب
* ديوان السيد جعفر الامين - كتاب