النص والصور للناشط عبد اللطيف حمزة
"مري أمون"أو"مريمين"كما يطلق عليها اهل منطقة بنت جبيل، وتقع المدينة المقدسة في بلدة ياطر العاملية؛ وهي الى الغرب منها وتقع على ربوةٍ فوق منبسط بين سبعة جبال تُشرف على الساحل الجنوبي برُمته .
ويذكر التاريخ الفرعوني لرعمسيس الثاني (1298-1232)قبل الميلاد ؛انه في مسيره مع جيشه لمحاربة (قادش) وبعد اجتيازه لمعابرالناقورة الضيقة إجتاز أوديةً صعبةً قبل الوصول الى ماري أمون أو "مريمين".
وذكر الباحث "رينان" بدهشة حوضَ الماء الذي في خرائب المدينة الملكية عندما زارها في اواسط القرن التاسع عشر للميلاد ووصفه بالجميل جداً ؛وله درج منحوت في الصخر وعمود في وسطه ،كما وصف بتعجب كثرة عدد آبار المياه .
وليس الخبر كالمعاينة فالموقع لا مثيل له في الدنيا إذ يعلو عن حافة وادي العيون الذي نحتّم مرور رعمسيس به إذ وصف كاتبه "المعابر الضيقة"؛ ويحده من الشمال "طير هرمة" وهي مدينة اخرى ذكرها كاتب الفرعون ؛ومن الجنوب شير صخري كانت الفرقة المظلية الثامنة للانتداب الفرنسي تُجري تدريباتها من فوقه ؛وهو يجثو من جهة الجنوب على بلدة بيت ليف وخرائب تقطع بأن جبل عامل لم يزل مظلوماً منذ بداية التاريخ ونهايته؛اذ ظُلم بكثرة الغزاة والطامعين قديماً وحديثاً؛وظُلم بإهمال الباحثين والمؤرخين العامليين -قبل رينان ولورتييه وروبنسون- فضلاً عن المالكين أو المتملكين الذين لا يتورعون عن إزالة نقش او ردم بئر او طمر حفرة خوفاً من وزارة السياحة والآثار ان تضمها للدولة او تجعلها محميةً ؛تضيّع بها عليهم دراهم معدودات غالباً ما تكون من نصيب من لا يرحم او يترحّم ..