شعر الشيخ علي زين - قليا البقاع الغربي
في رثاء العالم حسن كامل الصباح
الموت سنة ربنا بعباده /// والحشر موقوفٌ على ميعاده
والناس بين مكذبٍ ومصدقٍ /// ذا في ظلالته وذا برشاده
وعلى كلا الحالين كل مسافرٍ/// يلقى الهناء أو الشقاء بزاده
وعليه يحزن أهله وصحابه /// ويكون مأتمه بقدر جهاده
أما ابن صبَّاح فيبكيه النهى //// والفضل فضلاً عن جميع بلاده
النابغ السبَّاق في أفكاره //// ومحيِّر الألباب بإستعداده
والفائق الممتاز عن أقرانه /// في جودة الأفكار لا بجواده
ولنفع أمته سعى في علمه /// وبجهده قد نال جلَّ مراده
فبدا بأفق الغرب بدراً كاملاً /// تتسائل الأفلاك عن ميلاده
حتى تجلَّى الشرق في إشراقه //// يزهو وبات الغرب من حسَّاده
ومضى يرود الغرب شرقي الهوى /// ولذاك أودى الغرب في روّاده
يا غرب مالك لا ترى منا فتىً /// باراك إلا كنت من أضداده
بالأمس فوقت السهام لفيصل /// وفصلته عن واجبات جهاده
سيف النبي محمد كم علقت //// بالشرق آمال الورى بنجاده
آكذا الرجا يا غرب والشرق انطوى //// في حزنه كالجمر تحت رماده
واليوم أفجعت العروبة في فتىً //// كانت تعوذ رقادها بسهاده
أبكيكَ يا علم النبوغ بأدمعٍ ////// حمرٍ وقلبٍ مفعم بحداده
ولأذكرنك حين يسطع ساطعٌ ///// منك أستمد سناً على أعواده