قصيدة وطنية للشيخ علي زين من بلدة قليا :
من بعد حبي لآبائي وإخواني أحب عن سائر الأوطان أوطاني
وافتدي وطني في كل ما ملكت يداي عن صفو إخلاصٍ وإيماني
ولست أبخل في نفسي على وطنٍ أجدادنا عززوه بالدم القاني
كنا كعائلة نأوي إلى حصُن لا حاجزاً بيننا في ظل سلطان
عدت علينا عوادي الغرب وإقتطعت قسماً إلى الترك والثاني لطليان
تلك الحنون فرنسا أمنا طمعت من بعد ما إنتدبت غدراً بلبنان
وفي الجزائر خانت بعدما حكمت وكان ما كان من جَورٍ وطغيان
تكرمت في لواء إسكندرونة للأتراك في عهد ويغند وويغان
برغم شعبٍ أبي قد تألف من درزي ومن مسلم فيه ونصراني
وإختها "لندنٌ" مدت حبائلها من العراق إلى مِصرٍ فعمَّان
من بعدما ملكت بالهند غايتها وإستفحل الظلم بالقاصي وبالداني
وبعدما طُردوا من أرضنا وخلت أوطاننا من بنادقٍ وعبدان
بتنا نعزز إستقلالنا ولنا رأيٌ بتوحيد أقطارٍ وبلدان
فصاح في سفحنا ديكٌ يعاكسنا وراح ينعقُ حقداً نعقَ غربان
وليس أدهى وأنكى بل وأفظعُ من حكم الذليل بأهل العز والشان
أناشد الدول العظمى وأسألهم لعلَّني اهتدى منهم ببرهان
عن اليهود أهل عاشوا بلا وطنٍ ما بينَ روسي وإفرنسي وإلماني
أليس كان لهم ملكٌ وكان لهم دور تشاد بأحكام وإتقان
لأي شيءٍ جلوا عن أرضهم وأتوا إلى فلسطين عن حقدٍ وأضغان
لو أن عندهم ما عند غيرهم من الوداد لسكانٍ وجيران
لما طردتوهمُ أو قد تكرّس ما ظلماً تكرس من زور وبهتان
جنوا وخانوكمُ في عقر داركمُ فشردوا وعلينا سُلط الجاني
أيدعون بأن الملك ملكهم من عهد فرعون أو من عهد هامان
لا ملك باقٍ لأسرائيل تطلبه فليس من حجةٍ أو صك خاقاني
أفنى الزمان أناساً أرضنا سكنوا والملك للحي ليس الملك للفَاني
أما إذا ما رعيتم عهد أمتنا وبعتمونا لأشرار بأثمانِ
فسوف نشعل حرباً في وجوهكمُ حرباً تطير بأرواحٍ وأبدانِ
ولا نسلم في أرض مقدسةٍ لملة حيّرت موسى إبن عمرانِ