قال الشاعر موسى الزين شرارة ، مفتخراً ومعتزّاً بنهضة الحسين (ع) :
غيري أبا الشّهدا عليكَ يُولولُ
ويُذيلُ دمعًا إن ذُكرتَ ويُعوِلُ
أمّــا أنــا فـإذا ذُكــرتَ فـإنّـنـي
جــذلٌ أصـفّـق غـبـطـةً وأهـلّـلُ
القصيدة كاملة كما وثّقها الأستاذ حسن علي شرارة :
كُتبت سنة 1943 بمدينة (فريتاون) وألقيت في نادي جمعية الشّباب اللّبناني السّوري بمناسبة عاشوراء:
غيري أبا الشّهدا عليك يُولولُ*وينوح نوحَ الثّاكلات ويعولُ
أمّا أنا فإذا ذكرت فإنّني*جذل أصفّق غبطة وأهلّلُ
قد لامني صحبي لصون مدامعي*فأجبتهم دمعُ الإبا لا يبذلُ
ماذا يريد النّادبون من الّذي*حبّ العُلى بدمائه مُتغلغلُ
يبكي جبانٌ مستكينٌ خانعٌ*يخشى المنونَ وضارعٌ يتذلّلُ
فإذا قتلتَ فلستَ أوّلَ سيّدٍ*من هاشمٍ بسبيل حقّ يقتلُ
شرفُ الشّهادة كالكتاب ببيتكم*من ربّكم دون الخلائق مُنزلُ
ودماؤكم أبدًا ودومًا موردٌ*منها تعبّ المرهفات وتنهلُ
لا جفّ دمع المُعولين فجلّه*دجلٌ وجلّ المُعولين مدجّلُ
أنسوا بأنّك شبل حيدرة الذي*إن صاح ترتعد الكُماة وتذهلُ
أنسوا بأنّك من أشاوس هاشم*الفرد منكم في الكريهة جحفلُ
بنفوسكم إمّا دعيّ سامكم *ذلاّ على بيض الظّبى لم تبخلوا
والعار عندكم بغير دمائكم*أو في دماء عدوّكم لا يُغسلُ
إنّي ليُضحكني أناسٌ طالما*بدموعِهم روّوا الخدودَ وبلّلوا
وبكلّ يوم لو حُسينٌ بينهم*قسمًا به دورَ ابنِ سعدٍ مثّلوا
هم يُعولون على الحُسين ومنهم*نهجُ الحسين ودينُ أحمدَ يعولُ
والكلّ يطلب لو يكون بكربلا*كيما دماه لسبط أحمد تبذلُ
والحقّ لو كانوا لما هزّت قنا*بأكفّهم ولما تجرّد فيصلُ
بل ربّما أو دع مقالة ربّما*ويزيد يُكثر في العطاء ويجزلُ
سلّوا السّيوف وحاربوه وكلّهم*ليزيد آيات الثّناء يرتّلُ
ولقال شيخُهم: يزيدُ خليفةٌ*لا غاصبٌ حقّا ولا متطفّلُ
ما ضرّهم إن يظفروا بنقوده*شرعٌ يموتُ وسُنّةٌ تتبدّلُ
لم ننسَ عهد الانتداب فكم به*للمستشار على المنابر هلّلوا
إن زارهم ركعوا لديه كأنّهم*خصيانُه وكأنّه المتوكّلُ
أو أنّهم ذو ثروة وجميعهم*بالرّغم من ألقابهم متسوّلُ
هذا يَشي بالمُخلصين تزلّفا*منهم وذا لوظيفة يتوسّلُ
إن نالها فالانتداب لمثلنا*من حكمنا الذّاتي أجلّ وأفضلُ
لولا الدّخيل حقوقنا مهضومة*لولاه شأن الطّائفية مهملُ
صلّوا له لا تحفلوا بشبابكم*فشبابكم متهوّر لا يعقلُ
يا شعب عفوك إن خلف أضالعي*ممّا أكابد من شيوخك مِرجلُ
هذي بلادك ساحُ حرب أهلها*هذا لذاك وذا لذلك يقتلُ
فمن الجنوب بها لأحمد جحفلٌ*ومن الشّمال بها لكاظم جحفلُ
ما بال شيخِك قابعٌ في بيته*بالشّاي يكرعُ كالمدام وينهلُ
وبنوكَ في حرب عَوان كلّهم*جسّاسُ يقتلُ أهلَه ومهلهلُ
يرنو إليك وأنت شاةٌ أو فقل*شلوٌ به ذئبُ الزّعامة يأكلُ
لم ينتصر للحقّ وهو بنصره*دون الأنام كما يقول مُوكّلُ
رحماك كلّ بلائنا أشياخُنا*دعني إذا بهجائهم أتغزّلُ
لولا قساوتُهم ورقّةُ دينِهم*ما كان وغدٌ في بَنيكَ يُنكّلُ
أسفًا لهم وهمُ الهُداة إلى الهدى*ضلّوا الطّريقَ المستقيمَ وضلّلوا
كان البناءُ شعارَهم فيما مضى*واليومَ أتقاهُم لهدمِك معولُ
فليخجلوا فالله فوقَ رؤوسهم*منه إذا من ثوبهم لم يخجلوا
يا شعبُ أيّ متى أراك مُحطّما*شيخًا يُظاهرُه زعيمٌ مُبطلُ
موسى الزّين شرارة