جاء في كتاب (شرح سيرة احمد باشا الجزار) لحيدر احمد الشهابي (1761 _ 1835 م):
" وفي سنة 1197 (هجري) ومن بعد رجوع أحمد باشا الجزار إلى مدينة عكا، جعل يفرغ جهده ويبذل قصده في أن يتملك بلاد بشارة كما تملك بلاد صفد. وكانوا (وكان) مشايخ بني متوال متحصنين في القلع (القلاع) مستعدين إلى القتال، وهم ثلاثة عُهد لثلاثة عيال. بيت علي الصغير الشيخ ناصيف النصار واخوته. وبيت منكر الشيخ محمد الحسن وعيلته. (وبيت الصعبي) الشيخ حيدر الفارس. فمن بعد معارك كثيرة وحروب غزيرة بينهم وبين عساكر الجزار، جهّز لهم في هذه السنة العساكر الوافرة والجنود المتكاثرة وأرسلهم من مدينة عكا إلى بلاد بشارة.
فلما بلغ ذلك البطل المغوار الشيخ ناصيف النصار، قدوم عساكر الجزار ، جمع فرسانه وأبطاله، واستعدّ إلى حربه وقتاله، واجتمع إلى عنده فرسان بني متوال من الثلاث عُهد. ولمّا انتشبت الحرب بينهم وصاح غراب بينهم، هجم عسكر الجزار بكل قوة واقتدار، فالتقاهم ذلك البطل المغوار، ولأجل نفوذ الاقدار وقصر الاعمار، نفذت به مشيئة الواحد القهار، وقُتل في مقدمة العسكر الشيخ ناصيف النصار، من رصاص وقع في راسه و أخمد في الحال أنفاسه. ثم قُتل أخيه (أخاه) أبو حمد وكان في وقت الصدام يُعدّ بألف فارس مقدام. وبعد قتل هؤلاء الابطال هربت جميع بني متوال وأخلوا البلاد وتفرقوا بكل شعب وواد، ودخلت عساكر الجزار بلاد بشارة، بكل قوة وجسارة، وتسلموا قلعة هونين وقلعة يونين (تبنين) وأقاموا بها متسلمين. وحاصروا قلعة شقيف أرنون الذي كان بها الشيخ حيدر الفارس، وبعد مدة من الحصار ملكها عسكر الجزار وقتل كلمن بها (كل مَن بها). وتسلموا قلعة جباع (حصن جباع) وتملك عسكر الجزار جميع تلك الديار وباد إسم بيت علي الصغير وبيت منكر ولم يبقى لهم ذكر يُذكر . وهربوا (كذا) أولادهم والنسوان إلى بلاد عكار ، وتملك احمد باشا الجزار مدينة صور، وجميع تلك البلدان و راق له الوقت والأوان" .
** شرح سيرة الجزار المنسوب لحيدر الشهابي هو نفسه كتاب تاريخ احمد باشا الجزار للمؤلف عينه، ولكن باختلافات طفيفة في الصياغة.
* وقد علّق الناشط عبد اللطيف حمز: " لا يستقيم هذا السرد مع الوقائع في سنة استشهاد الشيخ ناصيف !، فلم يكن استشهاده بتلك السهولة ؛ وما ورد على لسان العامة فضلاً عن الخاصة (واعني من حضر بروايته لاحفاده) : ان الشيخ ناصيف ما إن سمع بمرور عساكر الجزار من ارض جبل عامل (بعض المؤرخين يذكر انه خرج من نواحي هونين حيث الشيخ قبلان الحسن والذي لم يشارك في تلك المعركة)!!!!!؟. حتى انتهض بالحامية التي كانت ترابط معه في قلعة تبنين دون ان يُخطِر بقية الشيوخ وكان عدد كُماته سبعمئة فارس من صناديد العامليين ؛ وبعد صدام استمر لساعات كان الشيخ ناصيف قد ترك نصف جيش الجزار خلفه اشلاءاً وفقد من فرسانه اربعمئة لا تزال شواهد اضرحتهم تحيط بضريح شيخهم البطل الشيخ ناصيف؛ اما عن كيفية استشهاده فقد روى شيخ كبير ممن وعى من شهد معركة يارون من اهل تبنين ؛ ان الشيخ ناصيف كان قد طعن في السن ؛ وكان قد عصب حاجبيه بعصابة ؛وقد تصدى له احد فرسان الجزار المعدودين ؛ فأراد الشيخ ان يستخدم بعض فروسيته في مقارعة الخصم ؛ وهو ان يشد لجام فرسه كيما يقف على رجليه رافعاً يديه ؛ ليكون ثقل الضربة مضاعفاً عند هُوِي الجواد ، الا ان الفرس زحلت عند الإقعاء وانقلبت بمن على ظهرها فوق صخرة لا تزال صامدة شرق يارون ؛فانكسر ظهر الشيخ مما امكن خصمه منه ، ولكن رجلاً من النصارى من اهل يارون كانت الغيرة قد اخذت منه مأخذها ؛ فهب حاملاً الشيخ على فرسه ونقله الى موضع ضريحه الذي في وسط الجبانة القديمة ،ولم يكن في هذه المعركة اخ الشيخ ناصيف الشيخ ابو حمد ، لأنه كان قد استشهد هو وابن اخيه الشيخ قاسم المراد النصار على نهر الرقاد في الجولان قبل هذه المعركة بسنوات!!. وقد انتكب جبل عامل نكبة طويلة بعد هذه المعركة ،وفر المشايخ والعلماء ،وبقيت فرقة من الابطال يقودها الشيخ حمزة بن محمد النصار وضم اليه عقيل ابن الشيخ ناصيف وثلة من صناديد العامليين ؛ واغاروا على الحامية المرابطة في قلعة تبنين وذبحوا المتسلّم من قِبل الجزار ذبح النعاج وسلبوا الخزينة الاميرية ؛واستخرجوا ذخائر ال علي الصغير من القلعة وقد بلغت حِملَ اربعة عشر بغلاً ، وفرّ الكاتب الى صيدا وكان من بيت ايوب ؛اما الشيخ قبلان فقد نزح الى ديار ال حمادة في البقاع واخوه ابراهيم واقاما فيها مدة ثم غادراها الى العراق حيث قتلا ؛ ولا تزال ذريتهما من ابناء عمومتنا في بغداد ولنا معهم تواصل ، اما بقية المشايخ من المناكرة والصعبية فلم يكن نصيبهم من النكبة بأقل من ال علي الصغير وظل الجبل يرزح تحت وطأة الطاغية مدة ثلاثة وعشرين سنة حتى اهلك الله الجزار عام 1804م. فعاد العلماء ثم الزعماء وابتدا عهد من الجهاد جديد !!.".انتهى
* وعلّق حسن بك التامر : " ما نشره الامير حيدر الشهابي وما جاء في كتابه ان حلفاء الشيخ ناصيف النصار من ال منكر وال صعب اشتركوا معه. في قتال الجزار فهذا لم يذكره غيره من المؤرخين والمرجح هو الشيخ ناصيف النصار بمفرده جابه هذا الجزار ..كذلك لم يذكر كيفية استشهاد هذا البطل الكبير. وكما يروى عنه في بقية كتب تاريخ جبل عامل. حتى ان ما زال اهل تبنين يذكرون كيفية قتال الشيخ لاعدائه.اذ من عادة الشيخ ناصيف ان يشد لجام فرسه فتقف على رجليها فيهوى الشيخ ناصيف بسيفه على عدوه. فيرديه قتيلا. الا ان الذي حصل هو ان حوافر فرسه زحلت على صخرة او بلاطة فأختل توازنه فما كان من احد جنود الجزار الا ان عالجه برصاصة فخر على الصخرة قتيلا فتركت دمائه أثرا على الصخرة. وحتى اليوم تدعى صخرة ناصيف النصار..... اما قوله ايضا بمقتل ابي حمد، الذي هو الشيخ محمود النصار الوائلي الذي يعد بالف فارس، فقد قتل في ديار فلسطين عندما هب لنجدة ال طوقان الاسرة المعروفة في فلسطين". انتهى
* وعلّق السيد رضا بدر الدين : " ورد في جبل عامل في التاريخ للشيخ محمد تقى الفقيه ، بأن الجزار قد خوزق في قلعة ميس اخوة اولاد متيرك ورجل ثالث من بيت الكجك من بلدة الزريرية " . انتهى