وقيل إن بيروت تقوم على هضبة كانت في القدم جزيرة منفصلة عن الجبل. إذ إن الوادي الذي يجري فيه نهر بيروت وما يجاوره من السهل كان مغمورا بمياه البحر، التي اخذت تهبط تدريجيا ليحل محلها سهل رملي ربط جزيرة بيروت بجبل لبنان.
وقد تبع لبيروت _حتى القرن الثاني عشر الميلادي_ جزيرتين كانتا قريبتين من مصب نهر بيروت وأقيم على إحداهما ديرٌ للرهبان. لم يعد لهاتين الجزيرتين من ذكر بعد القرن 13 الميلادي ومن المرجح أنها انخسفت في زلزال عام 1260 م.
وذكرت صفحة Heritage_and_roots ( د. شارل حايك) أن المياه بدأت بالانحسار عن جزيرة بيروت حوالي 150,000 عام قبل الميلاد!!!
وقد نشرت صفحة تراث بيروت هذا النص مرفقا برسم الخريطة الآتية :
"هل كان يوجد قبالة شاطئ بيروت جزيرة؟ بحث وإعداد: نبيل شحاده، جمعية تراثنا بيروت.
هل حظيت بيروت في تاريخها بجزيرة تؤنس وحدتها على هذا الجزء من بحر المتوسط ؟؟
قد يكون السؤال غريبا أو مستهجنا او مرفوضا من قبل البعض , ولكن هنالك أمور مدونة , نسردها كما قرأناها, كي نترك لشوقنا و فضولنا أن يأخذا حقهما من هذا الموضوع.
يقول الأب هنري لامنس في الصفحة 18 من كتابه "تسريح الأبصار في ما يحتوي لبنان من الآثار " والمطبوع في عام 1914, ان هذه المدينة – بيروت - في سالف الزمان كانت مزدانة بعدة جزائر لا نرى منها اليوم أثرا " ويروي ان شاعرا يونانيا هو "نونّس" (NONNUS) عاش في بيروت, ردحا من الزمن في القرن الخامس الميلادي ولم يفته شيئا من أحوالها و أوصافها فلقبها بإسم (جميلة الجزائر).
كما ينقل عن مصدر تاريخي آخر , ان رهبانا سكنوا تلك الجزيرة في زمن احتلال الصليبيين لها.
ويتابع لامنس , ان هذه الجزيرة هي غير الصخور الكبيرة التي (نراها اليوم عند رأس بيروت أو عند مصب نهرها).
كما يقول ان هناك مصدرا عربيا واضحا وصريحا هو المؤرخ المقريزي الذي نقل عنه انه في سنة 660 هجرية/1261 ميلادية، حصل زلزال كبير و انخسفت سبع جزائر بين عكا وطرابلس وغاصت في (لجج البحر).
أخيرا , وجدت رسما لجزيرة تقابل مدينة بيروت نقله رسام الخرائط الفرنسي جان دانفيل (توفي في عام 1782 ميلادية) عن رسام أخر سبقه وهو اندريه تيفيت (توفي في عام 1590 ميلادية).
اشتهر دانفيل بدقة خرائطه واهتمامه بالتفاصيل والذي لم يتوانَ احيانا عن ترك مساحات فارغة في بعض الخرائط , عندما لا تكون لديه معلومات كافية أو مؤكدة عنها.
رسم الخريطة من ارشيف المكتبة الوطنية الفرنسية.". انتهى النقل من صفحة تراث بيروت.
