عاش العامليون تجربة انسانية فريدة،منذ أن غدا جبلهم مكانا للباحثين عن ملاذ، والساعين الى خلاص من مختلف صنوف الاضطهاد الذي حاق بهم.
وقد عرفوا،في هذا الملاذ الاخير ،في بلاد الشام،منذ أواخر القرن السادس الهجري، أزمنة خوف كانوا يعملون فيها ...
يقاومون المعتدين،ويتعلمون ويعلمون ،وينشدون الشعر ..،وهدف سعيهم هذا الوصول الى الملاذ الحقيقي ،وهو رضا الله سبحانه وتعالى .
أكتفي ،ولضيق المقام،بتقديم نماذج قليلة دالة:
-قال الشاعر الشعبي شناعة العاملي ايام شيخ النهضة العاملية ناصيف النصار على لسان هذا القائد الذي حاول الاستقلال بجبل عامل عن الدولة العثمانية :
حتم ناصيف بالديرة وزمزم --- برب البيت والمختار طه،
مزالي جاذب السرعين(اللجام)بيدي --- بلادي ماحدا غيري يطاها..
-ويرى الشيخ ابراهيم يحيى أننا لانجد في جبل عامل سوى اثنين:
أو عالم حبر اذا باحثته --- حشد المحيط عليك بالغمرات
أو شاعر ذرب اللسان تخاله --- قحا ترعرع في الزمان العاتي
-ويروى ان الشيخ مهدي شمس الدين كان يحمل ،في أسفاره ،كيسا مملوءا بالكتب كتب عليه:
خمس وستون من عمري مضت حججا --- أفنيت أيامها بحثا وتدريسا
أطوف بالكيس أبواب الألى ملكوا --- روض العلا،فلعلي أملأ الكيسا..