في كتابه (من حياة علماء جبل_عامل) ، يمضي الشيخ عفيف النابلسي على خطى السيد حسن الامين في نفي نسبة التشيع في الجبل للصحابي أبي ذر .
إذ ان مهمة تغيير المذهب أعقد بكثير من مجيء مصلح وحلوله في بقعة جغرافية.
فبينما يرى السيد حسن الامين أن المد الشيعي في الشام جاء مع المد الفاطمي، يخالفه الشيخ جعفر المهاجر وينسب التشيّع إلى قبيلة همدان التي هاجرت من الكوفة وتبعثرت في أرجاء الشام. ويتبنى الشيخ النابلسي قول المهاجر ويمضي به.
-------------------------
وقد كتبتُ تعليقا أرى من المفيد نشره :
إن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود. لذلك قال حسن_الامين و جعفر المهاجر و محمد ريحان و النابلسي و إبراهيم بيضون و الشيخ الفقيه والشيخ ابراهيم سليمان والشيخ علي حب الله وقبلهم السيد محسن الامين، أن لا دليل عندنا على القول بقدم التشيّع في جبل عامل.
و الى حين ايجاد الدليل لا يسعنا الا تتبع النصوص الموجودة بأن ظهور التشيع في الجبل رافق وصول المد الفاطمي وكان على الاطراف وكان التشيع اسماعيليا .
مع امتداد النفوذ البويهي (الثقافي) و دخول تلامذة المرتضى بدأ التحول من النهج الاسماعيلي الى النهج الامامي.
مع وصول الصليبيين والبعثرة السكانية التي تسببوا بها نزح اهل الاطراف (ومنها السواحل) الى الداخل فبدأ الجبل بالعمران .
مع مجيئ السلاجقة والزنكيين نزح اهل حلب باتجاه الجبل وغيره.
مع وصول صلاح الدين، اتى بقبائل كردية وعربية قاتلت معه ، واستقر بعضها في الجبل، وتشيّعوا بعد مرور وقت.
ومع المماليك نزح اهل كسروان فعمرت جزين والجبال . ومع الشهيد الاول (ايام المماليك) اصبح للامامية كيانية وهوية ثقافية ربما لاول مرة في تاريخهم في الشام.
ومعارك الشهيد الاول ربما كانت مع بقايا الإسماعيلية او النصيرية او الصوفية او الدروز التي يبدو كان لها بقايا (ولا نجزم ) امثال اليالوشي والخيامي وغيرهم . (راجع ما كتبه جودت القزويني)
ومع فخر الدين نزح اهل جبل الشوف والريحان . ثم مع بشير الشهابي نزح اهل جزين فامتلأ قلب الجبل.
والى حين ايجاد نص يقلب يقلب هذه الصورة ، لا بد لنا من اتباع الدليل ... لا اتباع نقل شفهي ظهر في القرن الحادي عشر (قول الحر) والذي نسج على منواله من اتى بعده لعظم شخصية الحر .