قصيدة الشاي - شعر السيد هاشم فضل الله

كتب السيد هاشم فضل الله : هذا المشروب اللذيذ الذي أحبه الجميع وانتشر بين الناس بشكل كبير فجادت بوصفه قرائح الشعراء وأبدعت في مدحه وهذه الأبيات من وحي ما جادت به القريحة عسى أن تعجب أذواقكم فقلت :
قمْ وارتشفْ كأسَ شايٍ تنتشي طَرَبا
فإنّه مِنْ جنانِ الخلدِ قدْ سُكِبا
منْ يشربِ الكأسَ يسْكرْ منْ حلاوتِه
فإنّه الشهدُ طيْبا سائغا عَذبا
فَصُبّ كأساً إذا أوراقه اختَمرتْ
مِن السماورِ يغلي والجميعُ صَبا
واشربْ رحيقاً لذيذاً منْ صنائعه
فَشُرْبة منْه تجْلو الهمَّ والتعَبا
نِعْم الشرابُ إذا ما زدتَه طَبَقاً
وراقَ من وهَجِ النيران وانسَكبا
فاشربْ منَ الكأس نَخْبا مِن فرائده
وانهج سبيل الهدى كي ترتقي أدبا
ما ذاقه أحد إلاّ رأى عجباً
فالخمرُ منْ زَمَنٍ كانتْ له نَسَبا
شرابه رائق يحلو به سمَر ٌ
مع الحبيب إذا جاملته قربا
وانهلْ بكأس على مُكثٍ به فرجً
وجالسِ الشُعرا ترقى بِهم رُتَبا
وانظم بديعا منَ الشعر الذي صَدَحا
مِنْ كلّ قافيةٍ قدْ فاقتِ الشُهبا
لوْ ذاقَه المبدِع النوّاس مِن زَمَن ٍ
لهامَ وجْدا به والراحُ قدْ عَطَبا
(ولو رآه الفتى الأعشى وشاهده )
لعاشَ في رغدٍ والنور قدْ وُهِبا
والطبّ في وصفه داوى به عللاً
فهوَ الدواءُ لِمنْ قدْ شاءَ أو رَغِبا
له محلٌ رفيعٌ في البيوت علا
والكلّ كانَ به جذلانَ مُنْجَذِبا
يا بِشْرُ لو ذقْتَهُ مِنْ سَكْبِ فاتِنَةٍ
لعشتَ عُمْرَك في الأحلام مرْتَقِبا

أنظر أيضا