هذه الشخصية لم تأخذ حقها في البحث خاصة عند الكلام عن تاريخ جبل_عامل وتاريخ انتشار التشيع فيه، وتاريخ الأسرة الوائلية ؟ التي حكمت فيه لقرون.
يعود بنسبه الى الحمدانيين من بني تغلب من عدنان. انتقل في بداية القرن السادس (٥١٥ هجري) من الموصل مع حلفاء له من القحطانيين واستقروا في وادي_التيم ومنها توسع نفوذهم.
يبدو أن الضحاك كان على مذهب الفاطميين الاسماعليين، معاصرا لزمن الحروب الصليبية. وتنقّل في ولائه بين الفاطميين و السلاجقة وحارب الصليبيين ثم هادنهم. وتحالف مع السلاجقة ثم قاتلهم. اتسع نفوذه حتى بانياس وصيدا ومع مجيء الزنكيين انهزم أمامهم و تضاءل نفوذه.
بعض فروع عشيرته انتشروا في جبل عامل، واعتنقوا التشيع الإمامي، وبعضهم اعتنق الدعوة الدرزية وبقوا في وادي_التيم و البقاع و الشوف.
يُنقل عن مخطوط موجود عند آل عمرو، أن فروعا من العائلة هاجرت إلى جبال لبنان مع مجيء الايوبيين. كما ينقل المخطوط أن محمد بن هزاع الوائلي هو من أحفاد الضحاك الحمداني ؟؟ نزح من جبال لبنان إلى جبل عامل مع عشيرته بعد واقعة المماليك في كسروان!!!
ورد في كتاب معجم اعلام جبل عامل ترجمة للضحاك ننقلها كما هي بحذر شديد مع تحفّظنا على شطور منها:
-الضحاك بن جندل بن قيس بن جندل البقاعي الحمداني التغلبي الوائلي التيمي العاملي [ت:543 هجري - 1148 ميلادي]
أمير تيمي عاملي (؟؟ كذا)،امتدت إمارته من سفح جبل لبنان إلى برج صيدا و الدامور،إلى شقيف تيرون إلى البقاع و وادي التيم إلى القنيطرة و قلعة جندل على السفوح الشرقية لجبل حرمون،و شملت المناطق الشمالية المرتفعة من جبل عامل كجزين و منطقتها و مشغرة و ما يحيط بها.
۱-أصل الضحاك و مذهبه
أعاد المأرخون العامليون نسب محمد بن هزاع الوائلي-الذي هو حفيد للضحاك بن جندل البقاعي-إلى بني ربيعة العدنانيين القحطانيين (؟؟ كذا ...العدنانيون ليسوا بقحطانيين) ، و ينتهي نسبهم بجديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان .و لم يذكر أحد منهم بأن محمد بن هزاع هو حفيد للضحاك بن جندل البقاعي سوى كتاب مخطوط امتلكه آل عمرو بعنوان أمل الآمل للشيخ الحر العاملي...
أما الكتابات غير العاملية فقد تحدثت و ذكرت أمورا مهمة عن عائلة الضحاك و نسبه،يقول الأمير حيدر الشهابي عندما تحدث عن سفح جبل لبنان و البقاع و القنيطرة و برج صيدا و الدامور:«كان صاحبها الضحاك بن جندل بن قيس من ذرية جندل البقاعي،فكان يقال لبنيه من بعده في خارج ديارهم البقاعيون نسبة لأبيهم جندل البقاعي،و في ديارهم الجنادلة نسبة إلى اسم أبيهم جندل.و جندل هذا كان رجلا من البقاع حصل له الحظ في خدمة الملوك الفاطميين لأنه كان ذا شجاعة و عقل،فتولى على بلاد وادي التيم.و إليه تنسب قلعة جندل التي في سفح جبل الشام قرب راشيا الوادي،و من بعض ذريته المقدم فايز.و قد أخذها الأمير محسن،و بقيت بلاد وادي التيم لجندل في حياته و لبنيه من بعده إلى أن ظهر من ذرية جندل أبو الضحاك المذكور،و كان شجاعا ذا تدبير و معرفة طائلة،فاستولى على بلاد جبل عامل و ضمها إلى بلاد وادي التيم.و لما توفي قام بعده ولده الضحاك،و تولى على ما كان في يد أبيه»
إذا،من هم الجنادلة؟و إلى من ينتسبون؟
ينتسب الجنادلة لجندل البقاعي الذي كان حيا في أوائل القرن الخامس الهجري،و كان على علاقة وطيدة بالدولة الفاطمية،فتولى على بلاد وادي التيم و حصن قرية على سفوح حرمون الشرقية فدعيت باسمه قلعة جندل.و عرفت ذريته بالجنادلة.
يقول ابن القلانسي بأنهم من أقربائه و يدعوهم أبناء عمومته فيشير إلى أنهم مثله ينتسبون إلى تميم،و التميميون بدورهم ينتسبون إلى تميم بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أما ابن حزم فيقول:«بنو تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان»
و هنا يلتقي الرأيان بأن الجنادلة عدنانيون،و هم أبناء عمومة التميميين.
و جاء في مخطوطة قديمة كتبت سنة 286 هجري و زيد عليها لاحقا:
«كوكب بن الفود العديسي:تزوج ببنت يوسف البعلوني.و كوكب بن الفود من مرج عيون من الخيام و يقربوا إلى بني جندل و هم من سلالة خالد بن الوليد و من بني خالد طايفة في مرج عيون في الخيام المذكورة» .
و لم نعلم ما هي صلة القرابة بين خالد بن الوليد الذي ينتمي إلى يقظة بن مرّة و بين الوائليين،اللهم إلا أن تكون صلة القربى من ناحية النساء؟
كان جندل البقاعي على التشيع، وعندما بدأت الدعوة الدرزية التوحيدية، اعتنقت فئة من أولاده هذه الدعوة و هم الشيخ أبو الخير سلامة بن جندل، ثم أخوه الشيخ أبو الحسن بن جندل، و حفيده الشيخ أبو الفضل حمزة بن أبي منصور محمد بن جندل، و كانت هذه الفئة من الجنادلة المحمودين عند الموحدين الدروز.
فيما بقي قيس بن جندل و ذريته على التشيع إلى أن انتهت إمارة الضحاك بن جندل بن قيس بن جندل البقاعي-أعني المترجم-فعندها انقسمت عشائره و أحلافه،و اعتنق بعضهم الدعوة الدرزية.فيما انتقل من بقي على التشيع إلى جبل عاملة و ذلك على أثر الخلاف الحاصل بين التنوخيين و الجنادلة.و نزح بعض الجنادلة الدروز إلى جبل الشوف .